الخميس، 4 أبريل 2013

خطبة الجمعه مكتوبه عن النار والحرها


خطبة عن النار والحرها

الحمدُ لله خلَق الإنسانَ ولم يكن شيئًا مَذكورًا، صوَّره فأحسَن صورتَه فجعله سميعًا بصيرًا، أرسَل إليه رسلَه وأقام عليه حجَّته وهداه السبيلَ إمَّا شَاكرًا وإمّا كفورًا، أحمَده سبحانَه وأشكره شكرَ من لم يرجُ من غيرِه جزاءً ولا شكورًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له إنّه كان حليمًا غفورًا، وأشهد أنّ سيّدنا ونبينا محمَّدًا عبد الله ورسوله، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة وعبد ربَّه حتى تفطّرت قدماه فكان عبدًا شكورًا، صلّى الله وسلم وبارك عليه وعلى آلِه وأصحابه رجالٍ صدقوا ما عاهَدوا الله عليه فكان جزاؤهم موفورًا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان صلاةً وسلامًا وبركات دائمات رَواحًا وبُكورًا.وسلم تسليما كثيرا
أيُّها المؤمنون: اوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته واحذركم من مخالفته معصيته واوصيكم دائما وابدا بالاحسان الى اولالدين وطاعتهما والرفق بهما فهما جنتك ونارك فمن خالف وعصى والديه فقد عصى الله واعبدوا الله ولا تشركوا بها شيئا وبالوالدين احسانا ..
أايها الاخوة المومنون : ابارك لكم اولا بقدوم شهر رجب الحرام وهو احد الاشهر الحرم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم رجب شهر الله وشعبان شهري ورمضان شهر امتي فاغتنموا رحمكم الله هذا الشهر بصالح الاعمال والاجتهاد في العبادة والطاعة واعمال البر والخير والصلاح ولا تظلموا فيه انفسكم بارتكاب المعاصي والاثام ان الله كان بكم رحيما ميز الايام بعضها عن بعض ورفع بعضها فوق بعض رحمة بكم ورافة بكم لكي تتذكروا سرعة مرورها وتتزودوا منها بوسائل النجاة والفلاح والسعادة في الدنيا والاخرة ...
ايها الاخوة المومنون ها نحن الان نعيش في فصل الصيف وهو احد الفصول الاربعة والتي تحويها السنة الشمسية وياله من فصل عظيم في اثره بليغ في موعظته لو تفكرنا فيه قليلا وامعنا النظر في هذا الفصل وما يعتريه من شدة الحر وما يتصف به من حرارة وتقلبات في الجووالذي يتمنى فيه الانسان لو لم يكن هناك حرا اصلا يريد الانسان ان تكون السنة كلها بردا وسلاما وجوا لطيفا منعشا لكي ترتاح نفسه ويهنا عيشه ويتلذذ بشهواته ويتمتع بملذاته فيصول ويجول كيفما شاء الا ترون ايها الاخوة كيف يفر الناس من شدة الحرارة في بلادهم الى بلاد اكثر بردا واحسن جوا وافضل حالا وطقسا انهم لا يتحملون الحر انهم لا يطيقون الحرارة انهم لا يريدون حرا شديدا ولا بردا شديدا انهم يفرون من الحر وليتهم كذلك يفرون من الحر البسيط في الدنيا ولكنهم يتسابقون الى الحر الشديد في الاخرة انهم يفرون من حر لا يؤثر في جلودهم ولا يمزق احشاءهم ولا يقطع اوصالهم انه حر بسيط تقتضيه المنفعة الدنيوية ومصالح الناس الحيوية ولكنه مع ذلك لا نريده ونفر منه فرار المجذوم والمبوء ولولا ما انعم الله علينا من اجهزة ومراوح تبرد لنا الاجواء وتلطف لنا الارض والسماء لقلنا في انفسنا اننا من الهالكين ومن رحمة ربنا من القانطين .. فيالها من موعظة بليغة وتذكرة عظيمة لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد الا تتذكرون شيئا مهما في حياتكم بهذا الحر الا تتذكرون شيئا عظيما في اخرتكم بهذه الحرارة في الدنيا الا تحدثون انفسكم ولو خلسة ولو صمتا كيف نصبر على الحر اذا كنا في الدنيا لا نطيقه وهو اهون ما يكون ولا يقاس بما سيكون فكيف سنصبر على الحر عندما يكون ومتى سيكون الا تتذكرون بهذا الحر البسيط ذلك الحر الشديد والعياذ بالله الا تتمنون ان لا تدركوا ذلك الحر العظيم والحر الشديد في يوم لا تكييف فيه ولا مراوح ولا تبريد ولا ناصر ولا معين الا تتذكرون بهذا الحر ذلك الحر الشديد كيف تنجون انفسكم وكيف تهربون بجلدكم من ذلك الحر كيف تتصرفون في دنياكم وكيف تستعدون لاخراكم ...
ان حديثنا اليوم هو حديث المناسبة مناسبة الحر وفصل الصيف نتذكر ذلك الحر الشديد في الاخرة يوم تبلى السرائر وتكشف الضمائر وتؤتى كل نفس بزمامها وتقاد بخطامها ويوضع الكتاب بين يديها فتقول ياويلتا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ذلك اليوم الذي سيشهد عليك سمعك وبصرك ستشهد عليك رجلك ويدك ولسانك ما اعظمه من يوم وما اشده من يوم وما احوجنا ان نتذكره اليوم وكل يوم نتذكر واياكم ذلك الحر الذي سناله فئة من الناس ولا ندري من منا سيكون معهم او منهم والعياذ بالله نتذكر ذلك الحر ليكون ذلك قامعا للنفوس عن شهواتها وفسادها، وباعثا لها على المسارعة إلى فلاحها ورشادها، فإن النفوس ولا سيما في هذه الأزمان قد غلب عليها الكسل والتواني، واسترسلت في شهواتها وأهوائها وتمنت على الله الأماني، والشهوات لا يذهبها من القلوب إلا أحد أمرين إما خوف مزعج محرق أو شوق مبهج مقلق، وقد قيل للحسن: يا أبا سعيد، كيف نصنع؟ نجالس أقواما يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير، فقال: والله، إنك أن تخالط قوما يخوفونك حتى يدركك الأمن، خير لك من أن تصحب أقواما يؤمنونك حتى يدركك الخوف.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال(إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم) استمعوا الى لفظ الحديث فان شدة الحر من فيح جهنم أي ان هذا الحر الشديد الذي تفرون منه في الصيف انما هو فيح جهنم وليس لهيبها او حرارتها انما هو وهج ونفس تتنفسه فما بالكم بحرارة جهنم وشدتها كيف تكون ان ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار حهنم – جاء في الحديث - فيا ويله من كانت النار ماواه ومستقره اذا كان لا يتحمل نار الدنيا ولهيبها وحرارتها وهي جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم فكيف يصبر ويتحمل نار الاخرة نار العذاب والعقاب لمن صم اذانه عن الحق لمن عميت بصيرته عن الهدى لمن اتبع هواه فتردى وقالوا المساكين لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير لماذا وانتم الان في زمن الامهال في زمن العمل في زمن الراحة لماذا تتسابقون الى النار والرسول يدعوكم ويناديكم ويحذركم من النار الم تسمعوا قوله تعالى: إِذَا أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقًا وَهِىَ تَفُورُ تكاد تميز من الغيظ – الم تسمعوا قوله تعالى عن النار - إِذَا رَأَتْهُمْ مّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً,- ان الذين يهربون من هذا الحر الدنيوي عليهم أن يفكروا بعقولهم، فمن الغباء أن يهرب الإنسان من الأخف إلى الأشد، وصدق الله جل جلاله إذ يقول: وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ في ٱلْحَرّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ 0إذاً، اشتداد الحر في هذه الحياة إنما هو من نَفَس النار، من شدة حرها، يخوف الله تعالى به عباده، ويذكر به من يتذكر ليتعظوا وينـزجروا عما هم فيه من غفلة وإعراض عن الله تعالى.
اتعرفون حال اولئك الذين حقت عليهم كلمة العذاب وادخلوا النار اتدرون كيف حالهم ومالهم وكيف هي احولهم في تلك النار انها شر حال، وهوانهم أعظم هوان، وعذابهم أشد عذاب، وما ظنك بقوم قاموا على أقدامهم خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة ولم يشربوا فيها شربة حتى انقطعت أعناقهم عطشا واحترقت أكبادهم جوعا، ثم انصرف بهم إلى النار، فيسقون من عين آنية قد آذى حرها واشتد نضجها، فلو رأيتهم وقد أسكنوا دار ضيقة الأرجاء مظلمة المسالك مبهمة المهالك، قد شدت أقدامهم إلى النواصي، واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي، يسحبون فيها على وجوههم مغلولين، النار من فوقهم، النار من تحتهم، النار عن أيمانهم، النار عن شمائلهم، لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ [الأعراف: 41]، فغطاؤهم من نار وطعامهم من نار وشرابهم من نار ولباسهم من نار ومهادهم من نار، فهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران وضرب المقامع وجر السلاسل، يتجلجلون في أوديتها، ويتحطمون في دركاتها، ويضطربون بين غواشيها، تغلي بهم كغلي القدور، وهم يهتفون بالويل ويدعون بالثبور، يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ [الحج: 19-22]، يتفجر الصديد من أفواههم، وتتقطع من العطش أكبادهم، وتسيل على الخدود عيونهم وأهدابهم، كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ [النساء: 56]، أمانيهم فيها الهلاك وما لهم من أسرها فكاك، فما حال دار أماني أهلها إذا تمنوا فيها الموت؟! ما حال دار إذا تمنى أهلها تمنوا أن يموتوا؟! كيف بك لو رأيتهم وقد اسودت وجوههم؟! فهي أشد سوادا من الحميم، وعميت أبصارهم وأبكمت ألسنتهم وقصمت ظهورهم ومزقت جلودهم وغلّت أيديهم إلى أعناقهم وجمع بين نواصيهم وأقدامهم، يمشون على النار بوجوههم، ويطؤون حسك الحديد بأحداقهم، ينادون من أكنافها ويصيحون من أقطارها: يا مالك قد أثقلنا الحديد، يا مالك قد حق علينا الوعيد، يا مالك قد نضجت منا الجلود، يا مالك قد تفتتت منا الكبود، يا مالك العدمُ خير من هذا الوجود، يا مالك ليقض علينا ربك فيجيبهم بعد ألف عام بأشد وأقوى خطاب وأغلظ جواب: إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ [الزخرف: 77، 78]، فينادون ربهم وقد اشتدّ بكاؤهم وعلا صياحهم وارتفع صراخهم: رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ [المؤمنون: 106، 107]، فلا يجيبهم الجبار جل جلاله إلا بعد سنين، فيجيبهم بتوبيخ أشد من العذاب: اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ [المؤمنون: 108]، فعند ذلك أطبقت عليهم وغلقت، فيئس القوم بعد تلك الكلمة أيما إياس، فتزاد حسراتهم وتنقطع أصواتهم، فلا يسمع لهم إلا الأنين والزفير والشهيق والبكاء، يبكون على تضييع أوقات العمر، ويتأسفون أسف أعظم من المصاب، ولكن هيهات هيهات ذهب العمل وجاء العقاب. وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ [فاطر: 36، 3
، وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ [إبراهيم: 49-52].
اللهم إنه لا طاقة لنا بعقابك، ولا صبر لنا على عذابك، اللهم فأجرنا وأعتقنا من نارك، رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان: 65/ 66].
بارك الله لي ولكم في القران العظيم ..........
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين نحمده تعالى ونشكره ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ونشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله وصفيه وخليله اللهم صل وسلم عليه وعلى اله واصحابه واتباعه وسلم تسليما كثيرا اما بعد :
جاء في الحديث:عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( مَثَلي كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذا الدواب التي في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن ويغلبنه فيتفحَّمن فيها، قال: ذلكم مَثَلي ومثلكم، أنا آخذ بحجزكم عن النار، هلم عن النار، هلم عن النار، فتغلبوني تُقحمون فيها } [رواه مسلم فاياك ان تفر من الحر البسيط الى الحر الشديد فان حر الدنيا اهون عليك من حر الاخرة ان حر الدنيا يمكن ان تتقيه وتخفف منه ولكن حر الاخرة اشد واقوى ولا مفر منه ولا حاجز عنه ولا مخفف لك عنه شيئا فاياك ان تهرب من الحر لترتكب الذنوب والمعاصي والاثام وتطلق العنان لشهواتك وغرائزك المكبوتة في سياحة اثمة وبلاد باردة وليتها ما كانت وليتك كنت في حر بلدك اهون عليك من برد يزول وشهوة عابرة تورث الحر الشديد والعقاب الاليم ..
ذكر النبي النار فتعوّذ منها، وأشاح بوجهه، ثم ذكر النار فتعوّذ منها، وأشاح بوجهه، ثم قال: { إتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجد فبكلمة طيبة } [رواه البخاري].
هذا وصلوا وسلموا على امام المرسلين .....
اللهم ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراما انها ساءت مستقرا ومقاما

هناك تعليق واحد: