الخميس، 4 أبريل 2013

خطبه الجمعه عن القبر


خطبه الجمعه عن القبر

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمدَ للهِ نحمَدُه، ونَستَعينُه، ونَستَغفِرُه، ونَعوذُ بِالله مِن شُرورِ أنفُسِنا، ومِن سيِّئاتِ أعمالِنا، مَن يَهدِهِ اللهُ فَلا مُضلَّ له، ومَن يُضلِلْ فَلا هادِي لهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدهُ لا شَريكَ لهُ وَأشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه.
(يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون).
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
(يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَولاً سَديدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزًا عَظيمًا).
عبادَ اللهِ: مع كثرةِ الفِتَنِ التي حدثتْ في الآونَةِ الأَخيرةِ، وانْشِغالِ كَثيرٍ مِنَّا بِتتبُّعِ الأَخبارِ مِن هُنا وهُناكَ، وتَرصُّدِ الأَنباءِ؛ أصابتِ القُلوبَ غَفلةٌ وقَسوةٌ: غَفلةٌ عنِ المَقصدِ الذي خُلِقْنا لَهُ، وغَفلةٌ عن المَصيرِ الذي سَنَؤُول إليهِ؛ فكانَ لا بُدَّ -عِبادَ اللهِ- مِن مَوعِظَةٍ وذِكرَى تُوقِظُ القُلوبَ مِن غَفلَتِها وسَكْرَتِها وقَسوَتِهَا، مَوعظَةٍ عن مَصيرِ كُلِّ حَيٍّ ومَآلِ كُلِّ مَخلوقٍ.
عبادَ اللهِ: هل سَألَ الواحِدُ مِنَّا نَفْسَهُ هَل تَدومُ هَذهِ الدُّنيا لأَحَدٍ عَلى حالٍ ؟
هل سَألنا أَنفُسَنا عَن مَصيرِنا ومَآلِنا؟
في كُلِّ يومٍ نَسمَعُ ونَفقِدُ أخًا وحَبيبًا وقَريبًا ليَشْهَدَ بِمَوتِهِ على دَناءَةِ الدُّنْيا وسُرعَةِ انْقِضائِها، ولِيدُلَّ كَذَلِكَ عَلى تَفَرُّدِ الرَّبِّ العَلِيِّ -جَلَّ جَلالُهُ- بِالحياةِ الدَّائِمَةِ الَّتي لَم يَسْبِقْهَا عَدَمٌ ولا يَلحَقُها زَوالٌ وَلا مَوتٌ -تَقَدَّسَ اسمُ ربِّنا-.
عبادَ اللهِ: هل سأَلْنا أَنفُسَنا يَومًا عنِ الجَنائِزِ والموتى إِلى أينَ هُم ذاهِبُونَ ؟
وماذا يُفعَلُ بِهِم ؟
وما هُو مَصيرُهُم ؟
عبادَ اللهِ: آخرُ محطَّةٍ في هذهِ الدَّارِ، وأوَّلُ مَنازِلِ الآخِرَةِ: هُو القَبْرُ.. هُو القَبْرُ؛ ومَا أَدْراكُمْ ما القَبْر ؟!
يَكفِيكَ وَاعِظًا مِنْهُ -يا عَبْدَ اللهِ- اسْمُهُ: القَبْر!
عبادَ اللهِ: لقَد ضمَّتِ القُبورُ الأَوائِلَ وَالأَواخِرَ، لقَدْ ضمَّتِ القُبورُ الآباءَ وَالأجدادَ، لَقَد دخَلَها الأَصاغِرُ وَالأكابِرُ، وامْتَلأَتْ بِالمأْمُورِ وَالآمِرِ، ضَمَّتِ الأَنبِياءَ والعُلَماءَ، والصَّالِحينَ والشُّهَداءَ، وَالبَرَرَةَ وَالأَتْقِياءَ، وَالفُجَّارَ وَالأَشْقِياءَ، وفِيها الأَغْنِياءُ والفُقَراءُ، الرِّجالُ وَالأَطفالُ والنِّساءُ، فيها مَن اغْتَرَّ بِالدُّنيا والْتَهَى بِها، وفِيها مَن عَمِلَ لِلآخِرَةِ..
القَبرُ بَابٌ وكُلُّ النَّاسِ داخِلُهُ.
فيَا لَيتَ شِعري! بعدَ القَبْرِ ما الدَّارُ!
القَبرُ -يا عبادَ اللهِ- مَنظَرُهُ فَظيعٌ فَظيعٌ! فكيفَ سُكْنَاهُ؟! قال -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: ( ما رَأَيْتُ مَنْظَرًا إِلاَّ القَبْرُ أَفْظَعُ مِنْهُ ).
عبادَ اللهِ: القَبرُ مُظلِمٌ إِلا عَلى مَن نَوَّرَهُ اللهُ عليهِ؛ قال -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-:
( إِنَّ هَذِهِ القُبورَ مُظْلِمَةٌ عَلَى أَهْلِهَا يُنَوِّرُها اللهُ بِصَلاتِي عَلَيْهِمْ ).
القَبرُ -يا عبادَ اللهِ-: يُذَكِّرُ بِالآخِرَةِ، ويُزَهِّدُ بِالدُّنْيا، يُذَكِّرُنا بِمَصيرِنا ومَآلِنَا؛ يَقولُ النَّبيُّ -عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: ( كُنتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيارَةِ القُبُورِ أَلاَ فَزُورُوهَا فَإِنَّها تُرَقِّقُ القَلْبَ وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ وَتُذَكِّرُ بِالآخِرَةِ ).
القَبرُ -يا عبادَ اللهِ- يُذَكِّرُ أَهْلَ الغَفْلَةِ، أَهْلَ الاغْتِرارِ بِالدُّنيا..
أيُّها المُغْتَرُّ بِظاهِرِ الدُّنيا: هَلاَّ زُرْتَ القُبورَ فاعْتَبَرْتَ بِمَنْ غُيِّبَ عَنْكَ مِن أَهْلِكَ في بَاطِنِ الأَرْضِ مِمَّنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا قَبْلَكَ فَحَمَلْتَهُ إِلَى مَصْرَعِهِ وَغَدًا تُحْمَلُ! أَتَدْرِي مَا حَالُنا مَعَ أَهْلِ القُبورِ؟
حَالُنا كَمَا قَالَ بَعضُ السَّلَفِ عَنْ أَهْلِ القُبورِ: ( أَصْبَحَ هَؤُلاءِ زَاهِدِينَ فِيمَا نَحْنُ فِيهِ رَاغِبونَ )، ومَرَّ أَبُو الدَّرْدَاءِ بِالقُبورِ؛ فَقَالَ: ( يا تُرابُ! مَا أَسْكَنَ ظَواهِرَكَ وفِي بَاطِنِكَ الدَّواهِي !).

القَبر -عبادَ اللهِ-: لهُ ضَمَّةٌ شَديدةٌ لا يَنجُو مِنْهَا أحدٌ؛ قَالَ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-: ( لَو نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ القَبْرِ لَنَجَا مِنْها سَعْدُ بنُ مُعاذٍ وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُم روخِي عَنْهُ )، وعائشَةُ -رَضِيَ اللهُ عَنها- تَمُرُّ بِهَا جِنازَةٌ لِصَبِيَّةٍ صَغيرةٍ، فَتَبكِي، فَتُسْأَلُ عَن ذَلِكَ؛ فَتَقولُ إنَّ سَبَبَ بُكائِها رَحْمَةٌ بِهَذِهِ الصَّغيرةِ مِن ضَمَّةِ القَبْرِ، وها هُو نَافِعٌ مَولى ابنِ عُمَرَ يَبكِي لَمَّا حَضَرَتْهُ الوَفاةُ، فيُقالُ لَهُ في ذَلِكَ؛ فيَقولُ: ( ذَكَرْتُ سَعْدًا وضَغطَةَ القَبْرِ ).
القَبرُ -عبادَ اللهِ- وما أَدْراكُمْ مَا القَبْرُ ؟!
فِي القَبْرِ ابْتِلاءٌ، وفِي القَبْرِ فِتْنَةٌ، وفِي القَبْرِ عَذابٌ، فِي القَبْرِ ابْتِلاءٌ؛ كمَا قَال -عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: ( إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِها ).
في القَبرِ فِتْنَةٌ وسُؤالُ الْمَلَكَينِ؛ يُسأَلُ العَبدُ فِي قَبْرِهِ عَنْ رَبِّهِ ودِينِهِ ورَسُولِهِ؛ فَيُثَبِّتُ اللهُ الَّذينَ آمَنُوا بِالقَوْلِ الثَّابِتِ.
فِي القَبْرِ عذابٌ -يا عبادَ اللهِ-.. عَذابٌ كان يَتَعوَّذُ مِنهُ نَبيُّنا -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-؛ فَكانَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ )، وَكانَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- يَدعُو فَيَقولُ: ( اللَّهمَّ ربَّ جِبرائِيلَ ومِيكائِيلَ وَرَبَّ إِسرَافِيلَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ حَرِّ النَّارِ وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ )، وكَانَ -عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- يَأمُرُ بِالاسْتِعاذَةِ مِن عَذابِ القَبرِ؛ فقَدْ كَانَ يومًا مَعَ أَصْحابِهِ فِي جِنازَةٍ؛ فَقالَ لَهُمْ: ( اسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِن عَذابِ القَبْرِ ) يُكَرِّرُها ثَلاثًا، نبيُّنا -عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ- يَقولُ: ( لَولاَ أَلاَّ تَدافَنُوا لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ ).
القَبرُ -يا عبادَ اللهِ- إمَّا رَوضةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ أَو حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ.
القَبْرُ -يا عبادَ اللهِ- أَبْكَى نَبِيَّكُم -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-، وَأَبْكَى الصَّالِحِينَ مِنْ بَعْدِهِ؛ يَقُولُ البَراءُ بنُ عازِبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-: ( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- في جِنازَةٍ، فَجَلَسَ على شَفِيرِ القَبْرِ فَبَكَى حتَّى بَلَّ التُّرابَ، ثُمَّ قَالَ: ( يَا إِخْوانِي لِمِثْلَ هَذَا فَأَعِدُّوا )، يَقولُ هَانِئٌ مَولَى عُثمانَ بنِ عَفَّانَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-: ( كانَ عُثْمانُ بنُ عفَّانَ إِذا وَقَفَ عَلى قَبْرٍ بَكَى حتَّى يَبلَّ لِحْيَتَهَ، فَقِيلَ لَهُ: تَذْكُرُ الجنَّةَ والنَّارَ فَلا تَبْكي فَإِذا رَأَيْتَ هَذا بَكَيْتَ؟! فقَال: إنَّ رَسولَ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- قالَ: ( إنَّ القَبْرَ أَوَّلُ مَنازِلِ الآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ كَانَ ما بَعدَهُ أَيْسَرَ وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ )، ، وهَا هُو ثابِتٌ البنانِيُّ يَدخلُ المَقبَرَةَ فيَبكِي ويَقولُ: ( بَلِيَتْ أجْسامُهُمْ وبَقِيتْ أَخْبارُهُمْ فَالعَهْدُ قَريبٌ واللِّقاءُ بَعيدٌ )
هذا حالُ سلَفِنا الصَّالِحِ -رضوانُ اللهِ عَليهم-..
وكانَ ابنُ المبارَكِ في جِنازَةٍ في المقبرةِ، فَقامَ لَهُ رَجلٌ فَسَأَلَهُ عن شَيءٍ؛ فقَالَ لَهُ: ( يا هذَا! سَبِّحْ فَإِنَّ صَاحِبَ هَذا السَّرِيرِ مُنِعَ مِنَ التَّسبِيحِ ) رَحِمَهُم الله ورَضِي اللهُ عنهُم.
رأى بَعضُ السَّلَفِ أخًا لَهُ مَاتَ، رآهُ فِي المَنامِ، فَقَالَ لَهُ: (مَا عِنْدَكُمْ؟)؛ فَقالَ لَهُ الميِّتُ: ( ما عِنْدَكُمْ أَكْثَرُ مِنَ الغَفْلَةِ وَمَا عِنْدَنَا أَكْثَرُ مِنَ الحَسْرةِ ).
القَبرُ.. القَبرُ -عبادَ اللهِ- هُو الواعِظُ الصَّامِتُ؛ كَفَى بِالموتِ واعِظًا.. عبادَ اللهِ: ألاَ فَزُورُوها؛ فَإِنَّها تُذَكِّرُ الآخِرَةَ؛ فإنَّها تُرقِّقُ القَلبَ وتُذَكِّرُ الآخِرَةَ..
كان أَبُو الدَّرداءِ -رَضِي اللهُ عنه- يجلِسُ إِلى القُبورِ، فَقِيلَ لَهُ في ذَلكَ؛ فَقَال: ( أَجْلِسُ إِلى قَومٍ يُذَكِّرونَنِي مَعادِي وَإِنْ غِبْتُ عَنهُمْ لَمْ يَغْتابُونِي ).
وَقال النَّضرُ بنُ المُنذِرِ لإِخوانِهِ: ( زُورُوا الآخِرَةَ كُلَّ يَومٍ بِقُلوبِكُمْ، وَشاهِدُوا المَوقِفَ
بِتوهُّمِكُمْ، وتَوَسَّدُوا القُبورَ بِقُلوبِكُمْ، وَاعْلَمُوا أنَّ ذَلِكَ كَائِنٌ لا مَحالَةَ ).
عبد الله 
مازلت مذ صورت في سفر *** وستنقضي وسينقضي السفر 
ماذا تقول وأنت في غصص *** ماذا تقول وأنت تحتضر 
ماذا تقول وأنت في جدث ٍ *** ماذا تقول وفوقك المدر
نسألُ اللهُ -جلَّ جلالُهُ- أن يَقيَنا وإيَّاكُم عَذابَ القَبرِ وفِتنةَ القَبرِ.
أقولُ ما سمعتم وأستَغفرُ الله العظيم.





الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ربِّ العالَمين، وأفضلُ الصَّلاةِ وأتمُّ التَّسليمِ على المبعوثِ رَحمةً للعالَمين، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين، وبعدُ:
عبادَ اللهِ: القبرُ مَوعِظَةٌ وذِكرَى لِمَنْ أَرادَ المَوعِظَةَ والانتِفاعَ.
قالَ بعضُ السَّلَفِ: ( لِابْنِ آدَمَ بَيْتانِ: بَيتٌ عَلَى ظَهْرِ الأرضِ وبَيتٌ في بَاطِنِ الأرضِ، فَعَمَدَ ابنُ آدمَ إِلى الَّذِي عَلى ظَهرِ الأَرضِ فَزَخْرَفَهُ وزَيَّنَهُ وَجعلَ فيهِ أَبوابًا للشِّمالِ وَأبوابًا للجَنوبِ، ووَضَعَ فيهِ ما يُصْلِحُهُ لِشِتائِهِ وصَيْفِهِ، ثُم عَمَدَ إِلى الَّذي فِي بَطْنِ الأرضِ فَأَخْرَبَهُ ).
تصور نفسك يا عبد الله وقد جاءك الموت وأصبحت محمولاً على الأكتاف هل ستقول قدموني قدموني أم ستقول يا ويلها أين تذهبون بها.
ثم تصور يا عبد الله وأنت تدخل المقبرة لا زائراً ولا حاملاً بل محمولاً ميتا فتخيل أحب الناس إليك واقرب الناس إليك وهم ينزلونك إلى قبرك ويضعون اللبن ليغلقوا قبرك فأنحجب الضوء عنك ثم بدأوا يحثون على قبرك التراب ويقول احدهم إستغفروا لأخيكم وسلو له الثبات فإنه الآن يسأل ثم ذهبوا وتركوك وحيدا فريداً في ذلك الظلام من فوقك تراب ومن تحتك تراب وعن يمينك تراب وعن شمالك تراب ثم تعاد روحك إلى جسدك ويأتيك منكر ونكير فيجلسانك ويسألانك من ربك ما دينك من نبيك فإن كنت من الصالحين الصادقين التائبين فإن الله سيثبتك فهو القائل ((يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ))
فتقول ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم فينادي منادي من السماء أن صدق عبدي فأفرشوا له من الجنة والبسوه من الجنة وأفتحوا له نافذة إلى الجنة ثم يفسح لك في قبرك مد البصر ثم يأتيك رجلاً حسن الوجه حسن الثياب طيب الرائحة وهو عملك الصالح وهو انيسك في قبرك.
أما إن كان العبد والعياذ بالله كافرا مضيعاً لدينه تاركاً للصلاة أكلا للحرام فاعلاً للمنكرات ومات على ذلك فإنه سيقول هاه هاه لا ادري فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوا له من النار والبسوه من النار وأفتحوا له نافذة إلى النار ويضيق له في قبره حتى تختلف أضلاعه, ثم يأتي إليه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب قبيح الرائحة وهو عمله السيئ وهو رفيقه.
أخي المسلم : هل رأيت القبور ؟ هل رأيت ظلمتها ؟ هل رأيت وحشتها ؟هل رأيت شدتها ؟هل رأيت ضيقها ؟ هل رأيت عمقها؟ هل رأيت هوامها وديدانها؟
اما علمت أنها أعدت لك كما أعدت لغيرك؟
أما رأيت أصحابك وأحبابك وأرحامك نُقلوا من القصور إلى القبور 00 ومن ضياء المهود إلى ظلمه اللحود 00 ومن ملاعبة الأهل والوالدان إلى مقاساة الهوام والديدان 00 ومن للتنعُم بالطعام والشارب إلى التمرُغ في الثرى والتراب 00 ومن أُنس العشرة إلى وحشة الوحدة 00 ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل ؟ فأخذهم الموووووووووووووووتُ على غِرّة؛ وسكنوا القبور بعد حياة الترف واللذة؛ وتساووْا جميعاً بعد موتهم في تلك الحفرة
قال الشاعر:
فرشي التراب يضمني و هو غطائي
حولي الرمال تلفني بل من ورائي
و اللحد يحكي ظلمة فيها ابتلائي
و النور خط كتابه انسي لقائي
و الاهل اين حنانهم باعوا وفائي
و الصحب اين جموعهم تركوا اخائي
و المال اين هناؤه صار ورائي
و الاسم اين بريقه بين الثناء
و الحب ودع شوقه و بكى رثائي
و الدمع جف مسيره بعد البكاء
و الكون ضاق بوسعه ضاقت فضائي
فاللحد صار بجثتي ارضي سمائي
هذي نهــــــــــــــــــاية حالي فرشي التراب

عبادَ اللهِ: أَلا هُبُّوا إِلى بُيوتِكُمُ الَّتي في باطِنِ الأَرْضِ؛ فاعْمُرُوهَا وَأَصْلِحُوهَا؛ فَإِنَّ القَبْرَ مَنْزِلٌ بَيْنَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، فَمَنْ نَزَلَهُ بِزادٍ ارتَحَلَ بِهِ إِلى الآخِرَةِ؛ إِنْ خَيْرًا فَخَيرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ.
فيا إخوتاه: ألا تبكون من الموت وسكرته؟
وياإخوتاه: ألا تبكون من القبر وضمّته ؟
وياإخوتاه:ألا تبكون خوفاً من العطش يوم الحسرة والندامة؟
أسأل الله أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة وان لا يجعلها حفرة من حفر النار
اللّهم اهدِنا فيمَن هَديْت 
و عافِنا فيمَن عافيْت 
و تَوَلَّنا فيمَن تَوَلَّيْت 
و بارِك لَنا فيما أَعْطَيْت 
و قِنا واصْرِف عَنَّا شَرَّ ما قَضَيت 
سُبحانَك تَقضي ولا يُقضى عَليك
انَّهُ لا يَذِّلُّ مَن والَيت وَلا يَعِزُّ من عادَيت تَبارَكْتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت 
فَلَكَ الحَمدُ يا الله عَلى ما قَضَيْت
وَلَكَ الشُّكرُ عَلى ما أَنْعَمتَ بِهِ عَلَينا وَأَوْلَيت 
نَستَغفِرُكَ يا رَبَّنا مِن جمَيعِ الذُّنوبِ والخَطايا ونَتوبُ اليك 
وَنُؤمِنُ بِكَ ونَتَوَكَّلُ عَليك
و نُثني عَليكَ الخَيرَ كُلَّه 

أَنتَ الغَنِيُّ ونحَنُ الفُقَراءُ اليك 
أَنتَ الوَكيلُ ونحَنُ المُتَوَكِّلونَ عَلَيْك 
أَنتَ القَوِيُّ ونحَنُ الضُّعفاءُ اليك 
أَنتَ العَزيزُ ونحَنُ الأَذِلاَّءُ اليك 

اللّهم يا واصِل المُنقَطِعين أَوصِلنا اليك 
اللّهم هَب لنا مِنك عملا صالحاً يُقربُنا اليك 

اللّهم استُرنا فوق اللأرضِ وتحت الأرضِ و يوم العرضِ عليك 
أحسِن وُقوفَنا بين يديك 
لا تُخزِنا يوم العرضِ عليك 
اللّهم أَحسِن عاقِبتَنا في الأُمورِكُلها 
و أجِرْنا من خِزيِ الدنيا وعذابِ الآخرة
اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب
اهزم بشار وجنوده و اليهود في فليسطين و البوذيين في بورما وكل من اعتداء و استحل حرمه المسلمين,  وفرق جمعهم وزلزل الأرض من تحت أرجلهم
اللهم عليك بهم من حيث لايحتسبون .اللهم عليك بهم وبمن اعانهم على ظلمهم ياقوي ياعزيز
اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك
اللهم ارسل عليهم ريحا صرصرا عاتية ....
تجعلهم كاعجاز نخل خاوية ...
اللهم سخر عليهم جند من جنودك ...يا مجيب الدعاء
ان الله يامر بالعدل و الاحسان و ايتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعضكم لعلكم تذكرون ولا ذكر الله اكبر والله يعلم ما تفعلون و اقم الصلاه




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق